تناقض غريب عاشته الكويت ولمدة ثلاثة ايام متتالية دعوني اقص عليكم الاحداث التي مرت بها هذه الايام الثلاث:
يمر احد الاخوان السنة بعد صلاة العشاء بجانب اي مسجد من المساجد التابعة للسنة في الكويت فيرى الازدحام الشديد والناس تتهافت لكي تجد لها مكان بين جموع المصلين يصلون صلاة التراويح وبعدها صلاة القيام خاشعين تمتليء اعيهنم بدموع الايمان والخوف من الرحمن والدعاء كل حسب حاجته, وختمة القرآن المباركة التي تتلى بصوت الشيخ العفاسي في مسجد الدولة الكبير و ازدحام الناس على هذا المسجد بالذات الكل يريد الاستمتاع بهذا الصوت الرخيم العذب والذي اسميته بالصوت الملائكي الكل ينشد الحصول على الثواب في هذا الشهر الكريم الكل يتلهف لعبادة ربه واقامة سنة نبيه, يمر هذا الاخ هناك فيقول ماشاءالله كلنا في الكويت من اهل السنة والحمدلله.
وفي نفس الليالي وفي نفس الوقت يمر احد الاخوان الشيعة ايضا بعد الصلاة ولكن ليس العشاء بل صلاتي المغرب والعشاء مجتمعتين يمر هذا الاخ على احدى الحسينيات التابعة بالطبع للشيعة في الكويت فيرى الازدحام الشديد والناس تتهافت لكي تجد لها مكان بين جموع المعزين بوفاة امير المؤمنين علي بن ابي طالب وايضا تتمتليء اعينهم بدموع الايمان والخوف من الرحمن والدعاء كل حسب حاجته, واعمال شهر رمضان من ادعية وصلوات والناس تتهافت على مسجد معين ايضا للاستمتاع بصوت الشيخ القاريء ذلك العذب والرخيم الكل ينشد الحصول على الثواب في هذا الشهر الكريم الكل يتلهف لعبادة ربه واقامه سنة نبيه. يمر هذا الاخ فيقول ماشاءالله كلنا في الكويت من الشيعة والحمدلله.
حدثين متشابهين من الخارج مختلفين من الداخل الكل يعتقد بربه بطريقته والكل يرجو الاثابة وحسن الخاتمة الكل يعمل ويجتهد ايمانا منه بمعنقداته.
وبعد انتهاء الاعمال يلتقي هذان الاخوان السني والشيعي فهما صديقان كل منهما يحدث الاخر بما شاهد وما عمل وما سمع ايضا يختلفان في وجهات النظر وفي اساسيات العقيدة والايمان كل منهما يصغي للاخر ويحسن الاستماع اليه بعد ذلك يتسحران مع بعضهما ويتحدثان في شتى الامور, ومن ثم يودع كل منهما الاخر ويذهب كل واحد الى بيته وفي قلبه حب لصديقه وشوق لصلاة الغد.
الحمدلله على هذه النعمة
