Sunday, January 01, 2006

الفصل الثالث

استأذنت سارة.
المضيفة: دجاج ام لحم؟
انا: دجاج لوسمحت. شكرا
سهى: شكرا. احتاج الى كأس فارغ فقط
اخرجت سهى علبة الطعام من حقيبتها, رائحته شهية فقد اعدته لها والدتها في المنزل
فجأة دبت الحركة في الطائرة, اسرعن المضيفات ليجمعن الوجبات من الركاب
- اربطوا الاحزمة
كابتن الطائرة: سنواجه عاصفة ثلجية خفيفة الرجاء التزام الهدوء و التعاون مع طاقم الطائرة. وشكرا
ربطنا الاحزمة, التقت اعيننا مذعورة, ساد الصمت وتسمر الجميع على مقاعدهم
اهتزت الطائرة.
انا: الحمدلله الهزة كانت خفيفة و.........لم اكمل جملتي حتى اهتزت مرة اخرى, لكنها كانت هزة قوية نظرت الى سهى, مسكت يدها. ازدادت الهزات قوة, ياالهي صرخات عالية من الخلف, خالي يشير لي من مقعده بان اطمئن, لكن قلبي يخفق بشدة, عصرت اصابع سهى في يدي و اغمضت عيني
هل انتهي هنا؟ في الطائرة التي تقلني لبداية تحقيق طموحي الكبير؟
افتح عيني, ياالهي انها سهى تبكي, تصرخ, اعصابها القوية ليست بقوة تلك الهزات, ضممتها الى صدري
انا: اهدئي, اهدئي ياعزيزتي, كل شي سيكون على مايرام, احاول تهدأتها لكنها لا تسمعني. اضمها بشدة واغمض عيني
ألن ارى عائلتي مرة اخرى؟ جدي, امي ابي, ناصر والخادمة ومحمد السائق؟ خالي, عمي ابنه عمي وزوجها مرت جميع الوجوه من امامي
المضيفة: البسوا اقنعة الاكسجين رجاءا
الآن فقط اصبح لذلك الشرح التطبيقي في بداية كل رحلة فائدة
البست سهى قناعها, التفت لأطمئن على خالي ووالد سهى وقد بدى مذعورا وهو يسمع صرخات ابنته
ارتديت قناعي, تنشقت الاكسجين النقي, احسست براحة عميقة تسري في جسدي وسرحت بذاكرتي...................الى ذلك اليوم حين كنت في الخامسة من عمري.
امي في المشفى في غرفة الولادة, وانا وابي ننتظر في الخارج و لسان ابي يلهج بذكر الايات الكريمة يمشي قاطعا الممر ذهابا وايابا وانا اتبعه. ساعتان قضيناها في الممر انتهت بخروج الممرضة لتبشرنا بصبي جميل, رقص قلبي فرحا حينها, سيكون لي شقيق صغير العب معه, غزلت نسيجا من الاحلام, سنلعب معا في غرفتي........ لا لا ستكون له غرفته الخاصة, سأقرأ له قصة ليلى والذئب كل ليلة و سأمشط شعره واختار له ملابسه سندرس معا, سنغني وسنركض في الحديقة معا وسأسبقه حتما فأنا اقوى منه واكبر منه فهو صغير يخطو خطواته الاولى...افقت من احلامي على صوت الطبيب يقول: الام بخير وهي تستفيق في غرفة الملاحظة ولكن الطفل سيبقى في الحاضنة لفترة لان قلبه ضعيف وغير مكتمل النمو
حزنت كثيرا, بكيت ولكن الطبيب طمئننا
دخلت مسرعة الى غرفة الملاحظة, انها بخير لكنها نائمة.حملني ابي واخذني الي غرفة الاطفال الخدج, انها غرفة من الخيال, مليئة بالاطفال الصغار بحجم كف اليد تتعلق بأطرافهم الاربعة اسلاك كهربائية وانابيب مطاطية طويلة
انا: ابي اين اخي ناصر؟
اشار لي ابي على احد الاسرة الصغيرة المغطاة بعلبة زجاجية, نعم انه اخي الصغير لكنه صغير جدا بحجم كفي الصغير, انه اصغر من باقي الاطفال وهو يضع قناعا على وجهه يغطي فمه وانفه
انا: ابي, ماهذا الشيء على وجه اخي؟
ابي: انه قناع الاكسجين
قناع الاكسجين!!!
ياالهي , افقت من ذكرياتي, الطائرة مازالت تهتز لكنها هزات خفيفة
المضيفة: عفوا انستي. يجب ان تخلعي هذا القناع, الحمدلله لقد مررنا في العاصفة بسلام....... لو سمحت؟!!! لو سمحت؟
وسهى تهز كتفي: فاطمة......فاطمة المضيفة تكلمك, خلعت القناع واعتذرت من المضيفة
انطفأت اضاءة رز حزام الامان فقفز خالي احمد ووالد سهى من كرسييهما واسرعا للاطمئنان علينا
كابتن الطائرة: انا كابتن الطائرة احييكم واعلمكم اننا مررنا خلال العاصفة الثلجية بسلام والحمدلله, وشكرا على تعاونكم معنا
ساعة واحدة مرت وكأنها خمس دقائق ملأتها الاحاديث حول العاصفة
تستعد الطائرة للهبوط في المطارلقد وصلنا.....
مشينا في ذلك الممر المطاطي مرة اخرى, هذه المرة يبدو المطار اكثر ازدحاما, نرى وجوها من جميع الجنسيات, افارقة, عرب, اجانب, اسيوين, ووجوه لاتصنيف لها بين كل هؤلاء, حملنا حقائبنا على تلك العربات الحديدية
والد سهى: اجلسوا في هذا المقهى, سأذهب لاستكمال اوراق تأجير السيارة
جلسنا نحن الثلاثة نحتسي القهوة الساخنة ونتابدل الاحاديث عن شتى الامور. لمحت سارة وشقيقها عند احدى مكاتب تأجير السيارات وبدى لي انهم يواجهون مشكلة ما مع الموظف, كانت سارة تحمل حقيبة يدوية ثقيلة على مايبدو فأشار لها شقيقها ان تجلس على احدى كراسي المقهى, اقتربت منا, فدعوتها الى الجلوس معنا
سارة بغضب: ان الموظف يرفض ان يسلمنا السيارة بسبب عدم وصول فاكس تأكيد الحجز قبل 24 ساعة حسب لائحة قوانين المكتبو واخي عبدالله يحاول ان يجد لنا سيارة اخرى فنحن بحاجة ماسة لها اليوم لنقل اغراضي التي وصلت بالشحن الجوي
غمزت لخالي بان يدعوها وشقيقها للركوب معنا في سيارتنا على ان نذهب معهم لاحقا لنقل الاغراض
خالي احمد: حسنا, احجزوا السيارة ليوم غد وستكونون بضيافتنا اليوم
سارة: لا اعلم, لكننا لانريد ان نكون عبئا ثقيلا عليكم
خالي احمد: بالعكس. دعيني اتحدث مع شقيقك
سارة: عبدالله. هذا خال صديقتي فاطمة
خالي احمد: اهلا وسهلا, ارى انكم تواجهون مشكلة مع السيارة
عبالله: نعم بالفعل, لقد دفعنا المبلغ كاملا ولكنهم ملتزمين بقوانينهم ولن يسلموا السيارة اليوم ابدا
بعد نقاش طويل وافق عبدالله وسارة وركبنا السيارة معا
انشرحت اسارير خالي احمد فلقد وجد اخيرا من يستطيع الحديث معه بحرية فقد كان التواصل بينه وبين والد سهى معدوما تقريبا والان لديه عبدالله وهو في نفس سنه تقريبا
جلسنا في مؤخرة السيارة انا وسهى وسارة, وجلس خالي احمد وعبدالله امامنا وكان والد سهى يقود السيارة
اكتشفت في هذه الرحلة بأن سارة وعلى الرغم من تدينها الا انها مرحة جدا والحديث معها ممتع الي اقصى درجة ولكن احاديث خالي احمد وعبدالله كانت تشد انتباهي بقوة, كانت ضحكات خالي العالية مزعجة جدا لكن عبدالله كان ظريفا وكدت اضحك انا ايضا معهم, نسيت سهى وسارة بجانبي واندمجت مع احاديثهم.....يالعجب كيف يندمج خالي احمد مع عبدالله؟؟ لكل منهما شخصية مختلفة وحياة مختلفة
اتعجب كيف تستمر احاديثهما الى الآن؟؟!!!!؟؟
------------------------------------------------------------------------------------------------
اعتذر عن التأخير لاسباب صحية بحتة :))